يستأجر امرأة مجنونة ويزعم أنها أمه أمام المحكمة
يستأجر امرأة مجنونة ويزعم أنها أمه أمام المحكمة


يستأجر امرأة مجنونة.. ويزعم أنها أمه أمام المحكمة

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 26 يوليه 2023 - 11:34 م

واقعة شهدت فصولها محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، ووضعت محكمة الاستئناف نهاية حاسمة لها!

تعود أحداث الواقعة عندما وقفت الأم وهي سيدة في مقتبل العمر، تتساقط دموعها بغزارة شديدة فوق وجنتيها، وفي صحة وعافية وتقول: وبصوت عميق متزن تخنقه الدموع: ليتني مت قبل أن أرى نفسي في هذا الموقف، ليتني كنت نسيا منسيا.

وتستطرد قائلة: ابني ووحيدي الذي أغلقت قلبي وأذني عن كل خفقة وصوت سواه بعد أن توفى والده، ووقفت بجانبه حتى أنهى دراسته وتخرج في كلية الطب، وأصبح هو عالمي كله، وهو حياتي.. الابن والأخ والزوج، وعشت راهبة في محرابه لاسعاده، ويوم أن رغب في الزواج من زميلة له خطبتها له على الفور وقمت بالتصرف بالبيع في ١٠ أفدنة من املاكي واعطيته ثمنها ينفق على زفافها ويشتري الشبكة والشقة.

اقرأ ايضا.. زوجة للمحكمة.. أرجوكم طلقوني من هذا الرجل.. لأني أحبه

ولم تسع الدنيا فرحة قلبي، وانا أرى طفلي عريسا في الكوشة، وبكيت كما لم أبك في حياتي على فراقه، ولم أبخل عليه بكل ماكان يطلب من اموال، وكل ماطلبته منه أن يتذكرني بالسؤال عني، لكنه مع الايام ابتعد عني حتى صوته عبر الهاتف انقطع، وكلما عاتبته اعتذر بكثرة مشاغله.

وتستكمل الأم قائلة: أحسست أن وراء جفوة ابني وهجره لي زوجته التي كنت اعتبرها في مقام ابنتي، لقد ظلت تهمس في اذنه، وجاءني في أحد الأيام ثائرا يهددني ويتوعد لأنني كنت قد تبرعت بقطعة أرض لبناء معهد ديني كصدقة جارية على أموالي.

جاءني يلومني على هذا التصرف، ويهددني بالحجر علي وحرماني من ادارة املاكي كل ذلك بسبب الخير وقاطعني.

وصمتت الأم للحظات، في محاولة أن تسترد أنفاسها ثم قالت: "فوجئت بإعلان من المحكمة بأنه تم الحجر علي وتعيين ابني قيما لإدارة املاكي لأني مريضة بالعته والسفه! وعلمت أنه لجأ الي لعبة رخيصة واصطحب سيدة معتوهة معه واستاجرها بماله الذي هو مالي، وذهب إلى الطبيب وقدمها له على أنها أمه، وحصل على حكم وتعيينه قيما لإدارة املاكي".

وبدموع منهارة وصوت متحشرج مخنوق تتساءل الأم؟ ماذا فعلت معه حتى استحق منه هذا العقوق، ايعمي حب المال بصيرة الإنسان إلى هذا الحد، لقد زرعت في أرضه الزهور والورود، وسقيته من يدي الشهد فلم أجن غير الشوك والحنظل!.

وما إن انتهت الأم من رواية مأساتها وعادت الي بيتها ولزمت فراشها الذي لم تغادره إلا في رحاب الله، وغادرت الدنيا تحمل في قلبها غضبها على ابنها.

وتقدم الابن يطلب من المحكمة حفظ القضية وعدم السير فيها لوفاة الأم، لكن المحكمة الاستئنافية، استمرت في نظر القضية، وحكمت بالغاء حكم محكمة اول درجة الذي قضى بالحجر علي الأم وقالت في أسباب حكمها:

حيث أن الابن المستأنف ضده، قد حصل على حكم بالحجر على المستأنفة بالغش والتدليس، واصطحب سيدة اخرى معه عند توقيع الكشف الطبي على قواها العقلية مدعيا أنها أمه بما أدى إلى صدور التقرير الطبي الذي استندت إليه محكمة اول درجة في حكمها، وحكمت بتوقيع الحجر على الأم علما بأنه قد تم استجواب الأم أمام النيابة وتبين أنها غير مريضة، وتم احالتها إلى الكشف الطبي مجددا وورود التقرير الذي يقطع بسلامة قواها العقلية، وبالرغم من أن المطلوب الحجر عليها، وقد توفيت أثناء نظر القضية وقبل الحكم فيها، فإن المحكمة ترى أن مصلحة المستأنف ضده الفصل في الدعوى والغاء قرار الحجر عليها، حتى لايؤثر ذلك في التصرفات التي ابرمتها حيال حياتها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة